recent
أخبار ساخنة

اليك عشرة أسباب رئيسية منعت العرب من مواكبة الاختراع

نبض الحياة
الصفحة الرئيسية

 


منذ قرون مضت، سطع نجم العديد من العلماء العرب والمسلمين في سماء علم الفيزياء، وقاموا بإنجازات عظيمة، ولا تزال باقية، ويعدون من أهم العلماء الذين اكتشفوا وأنجزوا في هذا العلم، ومن أبرزهم: أبو يوسف الكندي، أبو بكر الرازي، ابن سينا، ابن الهيثم، أبناء موسى بن شاكر، الخازني، البيروني، وغيرهم، ويصعب حصرهم، وقد أسهم هؤلاء جميعًا في تطور علم الفيزياء بفروعه المختلفة بنسب متفاوتة، ولم يكن هناك من يفوقهم في أي أمة عاصرتهم . 

أما اليوم في زمنٍ تُقاس فيه قوة الدول بمدى ابتكارها، وبعدد براءات الاختراع التي تسجلها سنويًا، يطفو على السطح سؤال مؤلم، لكنه واقعي: لماذا تراجع العرب عن الاختراع ؟ رغم تاريخهم المضيء في الطب والفلك والهندسة، أصبحوا اليوم مستهلكين لا منتجين، متفرجين لا مشاركين في سباق المستقبل؟ هل هو غياب الذكاء؟ بالطبع لا. فالعقل العربي لا يقل ذكاءً عن غيره، والدليل أن كثيرًا من العلماء العرب يتألقون في جامعات ومختبرات الغرب، ويساهمون في أعظم الابتكارات. إذن، المشكلة ليست في الإنسان العربي،

في البيئة التي تحيط به، والسياسات التي تقتل الإبداع في مهده، فما الذي جعلنا نتأخر بينما تقدم غيرنا:

أولا: نظاما تعليميا يقتل الشغف

 من أهم أسباب تأخر العرب في الابتكار هو نظامهم التعليمي القائم على الحفظ والتلقين، لا على الفهم والتفكير. الطالب العربي يُطلب منه أن "يحفظ" بدل أن "يفكر"، أن "يكرّر" بدل أن "يسأل". أما في الغرب، فالطفل يتعلّم منذ صغره أن يشكّ، أن يبحث، أن يجرّب، وأن يخطئ دون أن يُوبّخ. 

 الاختراع لا ينمو في عقول تخشى السؤال، ولا في صفوف تُقمع فيها حرية التعبير، ولا في مناهج لا تترك مكانًا للخيال.

 ثانيا: ضعف التمويل والدعم

 لنكن صرحاء: كم دولة عربية تضع البحث العلمي ضمن أولوياتها؟ كم جامعة عربية تموّل مشاريع طلابها حتى تصل إلى براءة اختراع؟ الجواب محزن

الابتكار يحتاج إلى مال وصبر ورؤية بعيدة. ولكن في أغلب بلداننا، يُعتبر "الباحث " شخصًا مهمشًا، و"العالِم" موظفًا عادياً لا يجد حتى راتبًا يُنصفه. في المقابل، تُصرف الملايين على المهرجانات والترف السياسي، بينما تُجفف ميزانيات البحث العلمي.

 

ثالتا: البيئة السياسية والاجتماعية المضطربة

الاختراع لا يولد في بيئة مضطربة. حين يعيش الشاب العربي وسط أزمات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، فإن تفكيره ينشغل بتأمين لقمة العيش، لا بتصميم محرك جديد أو علاج للسرطان. كيف يُمكن لعقل أن يبتكر، وهو يشعر بالقلق الدائم من الغد؟

كما أن المجتمعات العربية في كثير من الأحيان لا تُشجّع "المخترع"، بل تسخر منه. المخترع قد يُعتبر غريبًا أو حتى مجنونًا. وهذا يقتل الثقة، ويقتل معه الإبداع.

رابعا: هجرة العقول: نزيف لا يتوقف

حين لا يجد العالِم العربي تقديرًا أو فرصةً في وطنه، يهاجر إلى أوروبا أو أمريكا. وهناك يُمنح ما لم يُمنح في بلده: مختبر، ميزانية، حرية. فيتألق، ويُسجل الإنجاز باسم جامعة أجنبية.

!هذه الهجرة ليست مجرد خسارة فردية، بل نزيف جماعي مستمر منذ عقود. والعجيب أن العرب يفخرون بأبنائهم المخترعين في الغرب، لكنهم لم يصنعوا بيئة تسمح لهم بالإبداع في أوطانهم.

خامسا: غياب القدوة العلمية

في مجتمعاتنا، تُسلَّط الأضواء على المشاهير في الفن والرياضة، بينما تُهمَّش أسماء العلماء والمخترعين. الطفل العربي يكبر وهو يعرف اسم مغنٍ أو لاعب كرة، ولا يعرف اسم عالم أو مبتكر عربي معاصر. فكيف نتوقع منه أن يحلم بأن يكون مخترعًا؟

نحتاج إلى تسليط الضوء على النماذج العلمية الناجحة، وتقديمهم في الإعلام كمصدر فخر، لا كهوامش منسية.

سادسا: الاحتكار السياسي للقرار العلمي

في بعض الدول العربية، لا يتحرّك أي مشروع علمي إلا بموافقة سياسية، ما يجعل الابتكارات رهينة البيروقراطية. الاختراع لا يعرف مواعيد رسمية، ولا ينتظر إذنًا من أحد. بل يحتاج إلى بيئة حرة تُطلق العنان للعقل، لا تُكبّله بقيود الإدارة والرضا الأمني.

سابعا: انفصال البحث العلمي عن السوق

الكثير من الأبحاث في الجامعات العربية تبقى حبرًا على ورق، ولا تجد طريقها للتطبيق. السبب؟ لا توجد جسور حقيقية بين الجامعات والقطاع الصناعي. بينما في الدول المتقدمة، تتحوّل الأبحاث إلى منتجات، وتُدعم من الشركات الكبرى.

ثامنا: التقليد بدل الإبداع

ثقافة "النسخ واللصق" تغزو بعض العقول الشابة، وتُحبط روح الابتكار. كثيرون يسعون إلى تقليد منتجات الغرب بدل محاولة صناعة شيء جديد. والسبب؟ غياب الثقة بالنفس، والخوف من الفشل.

يجب أن نُعلّم أبناءنا أن الفشل جزء من طريق النجاح، وأن المحاولة هي أول خطوات الاختراع.

تاسعا: المرأة في البحث والابتكار: طاقة مهدورة

في العديد من المجتمعات العربية، تُواجه النساء تحديات كبيرة في الانخراط بالبحث العلمي والتقني. رغم أن الكثير منهن متفوقات، إلا أن الحواجز الاجتماعية والثقافية تحدّ من فرصهن في القيادة والابتكار. رفع هذه الحواجز لا يخدم المرأة فقط، بل يضاعف طاقة المجتمع بأكمله.

عاشرا: الوعي المجتمعي: من السخرية إلى الدعم

كثير من الشباب إذا طرح فكرة جديدة يُقابل بالسخرية أو الشك، وليس بالتشجيع. المجتمع العربي بحاجة إلى ثقافة تشجع المبادرة، تحترم المختلف، وتؤمن بأن التغيير يبدأ من فكرة صغيرة.

وأخيرا، العرب لا ينقصهم الذكاء، بل ينقصهم التحفيز، الدعم، الحرية، والإيمان بالإبداع. حين نعيد النظر في منظومتنا التعليمية، ونوفر بيئة تُكرّم المفكر لا المقلد، ونمنح العالِم ما يستحقه، حينها فقط… سنخترع

برأيك 

 
هل مازال بامكان العرب استعادة مكانتهم في مجال الأختراع ؟ أم أن الوقت قد فات ؟ 

 

google-playkhamsatmostaqltradent